الممثلة المغربية منال الصديقي تفتح قلبها  لموقع ليالينا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 25 أبريل 2016 آخر تحديث: الثلاثاء، 26 أبريل 2016
الممثلة المغربية منال الصديقي تفتح قلبها  لموقع ليالينا

استضفنا الممثلة المغربية منال الصديقي،  المنحدرة والمقيمة  بمدينة  مرتيل الشاطئية على  مقربة من تطوان،  في  حوار خاص سلطنا  فيه الضوء، على  بداية   مسارها الفني،  فتكوينها الأكاديمي، والأدوار  التي  تلقى  فيها  ذاتها، فضلا  عن وقع اللهجة التطوانية داخل  الحق الفني  الوطني،  ثم الوقوف  على مدى اهتمام الأخيرين بها، سيما  بعد إصابتها بمرض  هي  في المرحلة  الأخيرة  من  العلاج  منه، وغير  ذلك  من  الأمور المرتبطة بحياتها  الخاصة  والعامة.

بداية  قربنا أكثر  من  منال الصديقي الإنسانة  والفنانة؟ 
منال  الصديقي  ولدت  وترعرعت  بتطوان، درست مرحلة  الابتدائي  وجزء من  الاعداي  بمدينة  الحمامة البيضاء،  أما الجزء الثاني منه ،  والثانوي، والجامعي، بمرتيل، بحيث حصلت   على  الإجازة  في  الأدب العربي، ببحث  حول  موضوع  المسرح المغربي،  أبي ينحدر من مدينة تاونات.


 لم  يكتب  لي متابعة  دراستي  بالمعهد العالي  للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، بالرغم من إدراج اسمي  ضمن  لائحة  الانتظار التي ضمت  ثلاثين مرشحا ومرشحة،  لكن  في  آخر  المطاف  تم  قبول تسعة  عشرة فقط، تداركت ذلك بالاستفادة  من  مجموعة  من  الدورات التكوينية في  المسرح، فحصلت على دبلومين من  المعهد الفرنسي أحدهما  في  اللغات، والآخر في المسرح  وتجسيد الأدوار أمام الكاميرا. إلى أن احترفت   لأول  مرة بالمسرح الأدبي تحت إشراف رضوان احدادو.


في  نظرك  هل الموهبة  كافية  في  غياب التكوين  الأكاديمي في  مجال  التمثيل؟ 
صراحة يلزم الموهبة  والتكوين  الأكاديمي معا،  ففي  غياب التكوين يظل الفنان يخبط  خبط  عشواء،  كذلك بالنسبة  للموهبة لوحدها لا  تكفي ويظل  الممثل  ناقصا


عدم  دراستك في  المعهد هل راجع  لبعد  إقامتك عن العاصمة  الرباط؟
بالعكس فقد  تعرضت  لحادثة، نتج  عنها انتفاخ  قدمي،  قبيل  اجتيازي اختبار  مادة الرقص والتعبير الجسدي مما  اثر على التحاقي بالمعهد  العالي للفن المسرحي والتنشيط  الثقافي بالرباط.


مجال  التمثيل هل  كان مطمحك  منذ البداية؟ أم  أتى بحض الصدفة؟ 
 كنت اعشق التمثيل منذ صباي، لدرجة اضطراري لكتابة مسرحيات والبحث عن  تلاميذ وتلميذات للتمثيل  معي في  الفضاء المسرحي،  الذي يعود الفضل إلي   بإدخاله لأول مرة  إلى مرتيل وقتئذ، بسبب  غياب الأنشطة  الفنية  نهائيا  في المراحل الإعدادية  والثانوية  عندما  كنت  ادرس.


 هل  تغير هذا  المعطى  في  الوقت الراهن بتطوان  ومرتيل  أم لا زال الوضع  على ما كان عليه؟  
بدأ  الاهتمام  في  الوقت الراهن بالمواهب  الفنية الصاعدة،  بفضل مجهودات بعض المجموعات  والأفراد من  بينهم  ربيع عبد  الصمد، أحمد العاقل، الذين ويؤطرون  الجيل  الصاعد ويقدمون  مسرحياتهم في نفس الآن


 لماذا لا  زلت مقيمة  إلى حد  الآن بمرتيل؟ 
لأنني  ابنة دارنا (ضاحكة) ابنة  أبي وامي  مقيمة  معهم،  لم يحن  الوقت بعد للاستقلال  عنهم.


 إقامتك بمرتيل  لا  تشكل عائقا بقلة  فرص العمل؟
 أكيد  إقامتي بمرتيل تقلص من نسبة مشاركتي  في الإعمال  الفنية،  في  ظل وجود بعض المنتجين  والمخرجين،  هاجسهم الوحيد تقليص ميزانية الإنتاج، بالتعامل مع ممثلين  مقيمين بالقرب  من مكان التصوير، لتوفير مصاريف الكراء  والتنقل وتعويضات أخرى.


 لاحظنا  تعاملك مع  مخرجين منتمين إلى مختلف ربوع المغرب ومن  مختلف  الأجيال؟ 
 فعلا لقد تعاملت  مع  المخرج التطواني  محمد اسماعيل  في  فيلم (اولاد البلاد)، ثم العرائشي  محمد الشريف الطريبق،  وكذا التمثيل مراد الخوضي، فاتن  جلال  محمدي، هشام الجباري، ويبقى  ابرز  عمل برزت فيه  بقوة مسلسل (ثورية) للمخرج يونس  الركاب ابن محمد الركاب،  الذي بفضله تعرف  علي  الجمهور.


 ما  هي طبيعة  الأدوار التي تلقى  فيها  ذاتها منال  الصديقي؟
 ألقى  ذاتي في الأدوار المركبة  والمعقدة،  بحيث  اشعر  بالقوة  فيها، أما  الأدوار  البسيطة،  فأحس بنفسي لا أقدم أي شيء يذكر.


  هل  ذلك راجع لطبيعة  شخصيتك؟ 
 بحكم  أنني   ممثلة،  ابحث عن أي دور يخرجني من الواقع إلى الخيال، ليترجم  الخيال بدوره  إلى  واقع،  إذ أفضل الدوار  التي تظهرني للجمهور وليس التي تحجبني عنه.


 ذكرت  الخيال  ما  مصدره، هل  طبيعة  الكتب  التي تقرئينها؟ 
 فعلا  اقرأ الرويات التي هي في  حد  ذاتها خيال، ونفس  الشيء بالنسبة  للسيناريو والأفلام،  فكل  شخصية  أمثلها تعد  خيالا،  فاترجمها  إلى  واقع ببعث  الروح  فيها،عدا  إذا كانت القصة واقعية، تعكس  شخصية  معينة  أو منطقة محددة.


 قبولك  الأعمال هل  لديه  معايير خاصة بالاطلاع على السيناري  مثلا ؟
  أكيد، أول  شيء اطلع  عليه  هو  السيناريو،  لمعرفة  شخصيتي فيه، فقد  سبق  لي الذكر بالبحث  عن  الشخصيات المركبة فهذا يدل على  انتقائي ما بين الأعمال.


 ما نلمسه  عدم  محافظتك على اللهجة التطوانية؟
 اللهجة التطوانية محتفظة  بها (ضاحكة) عندما أريدها استخدمها،  أتكلم بها في  حياتي الخاصة،  لكن في  الفن يفرض علي التحدث بلهجة  مغربية ، من  اجل  تمثيل  جل  الأدوار،  ففي  حالة التحدث بلهجة  شمالية ساكون عنصرا  شاذا  بمخالفة  أفراد آسرتي في العمل، وعندما يفرض علي التمثيل بالشمالية سأفعل.


 لكن  المحافظة  على اللهجة الشمالية يمكن ان تكون عاملا  في التميز؟
  أرى  نفسي  متميزة بالرغم من عدم التمثيل باللهجة  الشمالية،  كوني من مدينة تطوان، فمنال الصديقي  لديها طابع  خاص،  قوتها  تتجلى في إتقانها  للهجتين   الشمالية  خاصة  والمغربية عامة.


 في  نظرك  ما موقع اللهجة الشمالية داخل الحقل الفني المغربي؟ 
اللهجة  الشمالية بدأت تثبت وجودها في  الوقت الراهن،  مقارنة مع الماضي التي  عرفت إقصاء، وذلك   بفضل دور مجموعة  من الممثلين الذين  لديهم جمهور  كبير اذكر  على سبيل المثال لا  الحصر: سامية  اقريو،  نورة الصقلي، ياسين احجام،  فرح  الفاسي، بتمكنهم  من تسليط  الضوء على منطقة الشمال، والقضاء على  الإقصاء الممنهج  في حق الفنانات والفنانين الشماليين.


 ما  نلاحظه  نوعا من  التحرر  من  خلال  مظهرك  الخارجي؟ 
 (ضاحكة) شيء عادي إنني متحررة،  بحكم  انني فنانة،  ولدي شخصيتي الخاصة، لا  اقلد غيري، افعل الشيء الذي  يريحني، شريطة  عدم المس بقيم  المجتمع،  وعدم  تجاوز  حرية الآخرين.


 ما مدى  اهتمامك  بالزي التطواني التقليدي؟ 
 أحبذ   الزي التقليدي التطواني، خاصة  والمغربي عامة، وخير دليل  على  ذلك بروزي في المهرجان  الدولي للفيلم بالحسيمة باللباس التقليدي من تصميم حسن  البوشيخي،  وبمهرجان الفيلم المغاربي  بوجدة  كذلك من  إبداع المصممة الشابة هام  إحسان.


على  ذكر المهرجانات لاحظنا  في  الآونة  الأخيرة كثرة الاهتمام بك عبر تكريمك؟
 لا  احد يفضل التهميش، فمن  كرمني  اكرمه الله، وكثرة الالتفاتات  بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل القيمين على المهرجانات، أشكر من  هذا المنبر الإعلامي كل  من ساهم في  تكريمي  بالعديد  من  المناسبات.


ما  مدى  تأثير المرض عليك؟ 
مرضي  نعمة  من  الله سبحانه  وتعالا، والتي في  المرحلة  الأخيرة  من  العلاج منه، بحكم  اكتشافي عوالم كانت  مغيبة  علي، أقاوم حاليا، وعدم  تأثيره   علي راجع  بالأساس ، إلى فضل  الباري جل وعلا، وكذا لمساندة كل  من:  أبواي، اوخوتي، جيراني، عائلتي خاصة  حياة ابنة  خالي، فهؤلاء ساهموا  في  مساعدتي على التحدي والمقاومة،  فضلا عن زملائي الفنانين واخص  بالذكر: فاطمة  الزهراء  بناصر، رشيد  الوالي وشقيقه هشام، عبد  الواحد مجاهد، وحب الجمهور  أيضا، فبضلهم أحببت الحياة وواجهت المرض بعزم  وإصرار. 


ما  مدى الاتهام  والالتفاتة التي   تلقيته  بعد  مرضك، من  لدن جهات رسمية  محلية  جهوية  ووطنية؟  
تكفلت بعلاجي مؤسسة للا سلمى للوقاية  وعلاج السرطان،التي استطاعت  الوقوف  معي في محنتي،  خاصة الطبيب  الجراح   الرافض لذكر  اسمه، والممرضات والحارسة العامة  بنفس المؤسسة، الباذلين جهدهم بغية  استرجاع صحتي، لدرجة نسيان أنفسهم.  كما  أحيي بحرارة جميع  العاملين  في القطاع  الصحي  المغربي  لمجهوداتهم الجبارة من   إسعاد  المواطنين.


أما الجهات  الرسمية الوطنية  والمحلية فلم يتصل  بي  أي  أحد، إن  على مستوى  ممثلي المجالس المنتخبة كالمجلس  الإقليمي بتطوان، المجلس الجماعي لمدينة الحمامة البيضاء، وكذا  مجلس  الجهة، بخلاف  مجلس عمالة وجدة أنكاد فقد  تم تكريمي من  طرف  رئيسه هشام الصغير،  كما تم تعيني سفيرة لمؤسسة بسمة  المترئس لها  أيضا،  كسفيرة للإعمال  الاجتماعية.


طريقة  تعامل الآخرين  معك هل تغيرت  ما بعد  المرض؟
 تغيرت بشكل ايجابي،  فقد  كسبت أصدقاء وصديقات جدد  كثر، سواء من  الوسط  الفني كعبد الله فركوس محمد ظهرا، سعاد صابر،  وأيضا  من جمهوري فلولا  مساعدته  ودعواته  لما  تمتعت  بهاته  القوة.


 هل  المرض  ساعد في  شهرتك أكثر؟
لا ادري، المهم بالنسبة إلي، تم  تسليط  الضوء على  حالة  ظلت فيما  مضى  تعد من  الطابوهات، لا  يمكن  الحديث عنها  عند الفنانين  خاصة  والناس عامة، فعند إصابتهم  بالمرض ينزوون ويبكون، بالعكس فأنا تقويت ومنحني  شخصية أخرى  منال  الصديقي جديدة،  فبمثابة جرعة  فيتامين.


 العروض الفنية هل ازدادت آم تضاءلت في الآونة الأخيرة ؟ 
حاليا  ليست لدي  أي  عروض فنية،  بحكم  انني كنت  اتابع  علاجي، عدا  عرضين اشترطت فيهما منحي دور  صغير لكي  لا  اعذب نفسي وأعذب  الآخرين  معي.


كلمة أخيرة؟
أقدم نصيحتي  لعامة  الناس بحب  بعضهم البعض،  وعدم  الاحتقار والتنقيص من  قيمة  الآخر، عبر  تفاهم  واستخدام منطق العقل  في  تعاملاتهم، وأوجه  شكري  الخاص لجمهوري وكل من  ساعدني ودعمني في  محنتي ، وساهم  في  تقويتي بمساندته ودعائه.


حاورها: عبد السلام العزاوي

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار